قال الله تعالى: (....إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ) آل عمران
تمر بنافي هذه الحياة الدنيا صور ومشاهد لكثير من الناس تعرضوا لابتلاءات ومصائب ، صبروا عليها وتحملوا أذاها ، فلتكن لنا عبرة وموعظة .
وأروع قصص الصبر والجَلَد قصة شاب اسمه علي .
نشأ علي في أسرته عاش طفولته كباقي الأطفال في بيته ومدرسته مع أصدقائه وأقاربه كان محبوبا مرحا نشيطا ذكيا متفوقا في دراسته مؤدبا لطيفا .
صار عمره عشرين عاما بدأ يفكر بمستقبله كأي شاب في عمره ( الدراسة – العمل – الزواج ... ) وهو في ريعان شبابه و جماله وقوته , بدأ يشعر بالتعب و الإرهاق , ووجهه الجميل صار شاحب و نحيل ...
ذهب للأطباء ليعرف سبب ضعفه و نحوله المفاجئ , صعق و حزن حزنا شديدا على نفسه عندما علم أنه مصاب بمرض خطير لا يرجى شفاؤه ( سرطان بالبطن ) .
ولكنه تماسك وقرأ قول الله تعالى{... إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } الزمر
و قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير , وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له , و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه مسلم .
فقرر أن يكون جبلا يصبر ويحتسب و يرضى بقضاء الله و قدره , بدأت رحلة العذاب و الآلام , تحاليل و أشعات و عمليات جراحية و أدوية وآلام وآلام .....
صبر لم يتأفف يوما ولم يتضجر , لسانه يردد دائما الحمد لله الحمد لله .. دامت رحلته هذه أكثر من عشرييين عاما وهو صابر محتسب دائم الصلاة و الذكر والصوم ( مع أن الطبيب منعه من الصوم ) ..و بعد المعاناة لسنين طويلة علم من الأطباء أن حالته الصحية سيئة جدا و أن العمليات الجراحية و الأدوية لم تعد تنفعه و عليه أن يتحمل آلامه وينتظر ... الموت ..
لم تزده هذه المصيبة إلا صلابة و صبر و قناعة , جأر بالدعاء لله تعالى أن يخلصه من آلامه و يشفيه من مرضه ولكنه سبحانه قال: { ...فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون } الأعراف .
وفي ضحى يوم من أيام شهر رجب 1429 هـ توفي الشاب المؤمن الصابر وهو يستمع لآيات من القرآن الكريم , لقد من ّ الله تعالى عليه بحسن الخاتمة , رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته .. آمين.
ولا تبعد فضل الصالحات إلى غد
فرب غد يأتي وأنت فقيد
إذا ما المنايا أخطأتك و صادفت
حميمك فاعلم أنها ستعود
و الحمد لله رب العالمين