علم الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور أن أحد القضاة يعض المتهم من أذنه أثناء المحاكمة !!
استغرب الخليفة ولم يصدق الرواية وأراد التحقق بنفسه .
وفي أحد الأيام تنكر الخليفة بلباس تجار بغداد وحضر مع مجموعة من حراسه الذين تنكروا بلباس العوام ، ودخلوا قاعة المحاكمة وجلسوا في المقاعد الخلفية . ولما حضر القاضي نودي على المدعي والمدعى عليه وبعد الإجراءات الروتينية ، سأل القاضي صاحب الدعوى عن قضيته ، فقال : سيدي القاضي أقرضت صديقي مئة دينار منذ أكثر من سنة ، ولم يسدد منها درهما ليومنا هذا ، استغرب القاضي وسأله عن السبب فقال : يا سيدي أنا غير قادر على تسديد هذا المبلغ ! وهنا قال المدعي : ليعطيني نصف المبلغ !
إلا أن المتهم لم يوافق ، وهكذا راح المدعي يقلل من المبلغ إلى أن وصل إلى دينار واحد فقط !
ومع ذلك لم يوافق ، والخليفة يسمع ذلك وراح يغلي صابرا لمعرفة حكم القاضي .
وبعد أن يئس المدعي تنازل عن المبلغ ، إلا أن المتهم طلب من القاضي أن يحصل له مبلغ خمسة دنانير من المدعي كتعويض نتيجة تغيبه عن العمل !
وهنا نهض الخليفة وعض المتهم من أذنه