العلم و الايمان : الدم

يعتبر الدم بحق هو نهر الحياة, فإذا نظرت إلى المكونات الرئيسية في الدم ووظائفها, لوجدت الآتي:

1. خلايا الدم الحمراء: تحمل الأوكسجين النقي من الرئتين إلى أنسجة الجسم, ثم تحمل ثاني أكسيد الكربون من الأنسجة إلى الرئتين.

2. خلايا الدم البيضاء: وظيفة مناعية, حيث أنها تهاجم الميكروبات.

3. خلايا البلازما: التجلط السريع في حالة وجود قطع في شريان.



خاصية التوازن العجيبة في الدم:

تسبح في الدم العديد من العناصر المغذية, و هذه العناصر موجودة في الدم بميزان دقيق:

· الكالسيوم إذا قل في الدم أدى ذلك إلى تشنجات.

· الحديد إذا قل في الدم أدى ذلك إلى أنيميا, و إذا زاد يؤدى إلى مرض (sierosis) وهو ترسب الحديد في الأعضاء.

· الدهون إذا زادت تؤدى إلى تصلب شرايين و الجلطة و الذبحة.

· اليوريك أسيد (حمض البوليك) إذا زاد يؤدى إلى النقرص.

· الجلوكوز إذا زاد في الدم أدى إلى غيبوبة سكر, وإذا قل أدى إلى غيبوبة نتيجة زيادة الأنسولين.

· الماء إذا زاد في الدم أدى إلى زيادة سيولة الدم و انفجار كرات الدم الحمراء, وإذا قل أدى إلى زيادة اللزوجة واثر ذلك على وظائف القلب.

· هرمون النمو إذا زاد في الدم أدى إلى العملقة, و إذا قل أدى إلى القزامة.

· هرمون الغدة الدرقية إذا زاد في الدم أدى إلى هزال و اصفرار, وإذا قل أدى إلى الكسل و رغبة في النوم و بلادة.

· ضغط الدم إذا زاد قد يؤدي إلى نزيف وإذا قل قد يؤدي إلى صدمة و دوخة.



هذه المواد توجد في الدم بالمللي جرامات, والمرض يصيب الجسم سواء في حالة زيادة أو نقصان هذه المواد, الزيادة أو النقصان نتيجة خلل في ميزان الطعام الذي يتناوله الإنسان, و انظر إلى أمر الله:

﴿ وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ( وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) ﴾ ( سورة الرحمن) .

والميزان هنا يمكن أن يُفهم بفهمٍ أعم وهو التوازن الطبيعي الذي خلقه الله تعالى في الكون, ويجب على الإنسان أن يحافظ على هذا التوازن حتى لا يفسد الكون من حوله ومن ضمن هذا التوازن توازن العناصر في الدم.

أكد الله على أهمية المحافظة على هذا التوازن, بثلاثة مؤكدات, أمر و نهيان:

نهي: أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ

أمر: وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ

نهي: وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ



أي أن الأمر جد خطير



المصدر: حلقة الدم - برنامج العلم و الإيمان- للدكتور مصطفى محمود